عاشر من تعاشر .. فلا بد ان تفارق

مضى وقت ليس بالكثير على مصادفتنا لهم باللقاء الأول

ارتحنا لهم،، تبادلنا الحديث معهم،، سكنُوا قلوبنا والعقول،،

لكن،،

شاءتْ الأقدار أن نفارقهم،،

وكانت لحظة الوداع،،

تناثر الدمع بين حبيبات التراب،،

ارتدت الأبصار للوراء لعلها تتجنب لوعة مشهد الفراق،،

كل ذلك لم يستغرق سوى لحظات،،

صارت لنا سجّل ذكريات يُعيد نفسه في الـيوم عشرات المرات،،

حتى غدونا بين قاب قوسين أو أدنى من وداع الدنيا بأسرها،،

فنظرنا للخلف لبرهة لعلنا نجد ما يبلسم جراحنا،،

وإذا بالجسر الذي عبرنا منه للضفة الأخرى كارهين غير راغبين،،

قد تناثرت خشباته بين أمواج النهر،،

وبقينا نحن وأمل باللقاء يختلج بصدورنا ،،

وهو في واقع الأمر ضرب من ضروب الخيال،،

ما أقسى الفراق وإن كان هو الخيار ،،

فماذا لو كان هو أحلى الأمّرَيْن،،

ستتلاشى صورة الفراق من ذاكرة الأيام،،

لنكون على موعد مع رحلة من العذابات يطول أمدها،،

وقد لا تنتهي إلا مع آخر لحظة من لحظات حياتنا،،

تطول فصول العذاب لتكسي حياتنا بلونٍ قاتمٍ يسلبها كل معاني الحياة،،

لذلك،،

لا تجعلن هكذا لحظات مهما بلغ ألمها على نفسك،،

أن تتمكن منك،، بل كُن أنت الأقوى ،،

ولتكن على موعد مع الأمل بلقائهم مع إشراقة كل صباح،،

　
لكن ،،

　
ماذا لو كان من تنتظر راحل بلا عودة؟!

أعلم أنه شعور أكبر من أن تصفه الكلمات ،،

حينها تبقى الذكرى الطيبة هي كل ما بحوزتك لهؤلاء ،،

ولتأمل بلقياهم في دنيا ما دون هذه الدنيا الفانية،،