بين الصمت
وبين وحشة الليل
وبين زوبعة انكسار مميت
يتعالى الألم
يتغلغل كالمدى في دواخلي
ليتني أستطيع الفرار
ليتني أستطيع التخلي عن كل شيء
والمضي وحيدا نحو درب جديد
نحو حزن ليس كالذي تعتق في قلبي
كم كنت أتمنى أن أكون قادرا على افتعال مشاعري
والتستر بأحاسيس ليست هي أحاسيسي
ليتني أستطيع أن ابتسم ساعة ألمي
وأضحك ساعة مقتلي
ليتني أستطيع تقمص شخصيات أخرى !
وانتحال أسماء أخرى !
كي أحيا كغيري
وأمارس طقوس الكذب المتداولة كغيري
وأعيش بحرية من الحزن
وبتجرد من كل صدق يبعثرني
هذا المساء مشبع بالألم
مترع بأنين تفاصيل قديمة من أمسيات الوجع
جاءت تتراقص أمامي
كعجائز شريرات بشعورهن البيضاء وضحكاتهن المرعبة
جاءتني الأوجاع
عاودني كل ما تركته نائما بين هوامش ذاكرتي المتعبة
وأستفاقت كل الجراح التي حاولت جاهدا ايقافها عن النزف
فترفقت بي
أو أوهمتني بشفائها
أستفاقت
نازفة
قاتلة
مجتثة لما تبقى من دماء أيبس شرايينها الزمن القاحل
هذا المساء
يخنقني كل شيء
يتعبني كل شيء
صمتي
ألمي
وحتى ضياع قلمي
وتشرد أحرفي بين خواطر تائهة
أختنق أنا
ابحث عن خلاصي
أبحث عن مأوى يعصمني الموت البطيء
لكنه ليس خلاصك
ولا مأواك
فالأمر لايتعلق بك او بأي كائن يشاركني حياتي
الأمر يتعلق بي أنا
أنا ونفسي المهترئة
أنا وقلبي المحمل بأوجاع العمر
وأنا جنوني المقيت
بهدوء
وبدون ضجيج يلفت الأنتباه
آثرت الأنسحاب من مسرحيتك البائسة
لأني وبأختصار
كرهت الوقوف على خشبة المسرح كل مساء
اردد مفردات بالية،،
ومللت من ترديد الحوارات الجامدة وتبادل المشاعر الكاذبة..
كرهت مسرحيتك سيدتي
لأنها مسرحية أثبتت فشلها نصا وتمثيلا واخراجا
وما كان نجاحك الا وهما ليس له وجود إلا في مخيلتك ...
لهذا وذاك
قررت الرحيل عن مسرحك وأعلنت انسحابي لسبب بسيط
وهو ان مللي اصبح قاتلا لا يطاق.
فهل ياترى ستجدين من يكمل المسرحية من بعدي
ام ستفضلين الأعتزال، بهدوء !!!